شيخ القبيلة ، ماله وما عليه ؟
نتفق جميعنا أن البشر كلهم سواسية الملك و العامل الأمير و النجار الشيخ و الحداد و كل فرد من أفراد البشر في سائر المجتمعات و الشعوب ، كلهم سواسية و لا يوجد فرق بينهم إلا بالتقوى .
وإن الإنسان يخطئ و يحتاج إلى مساعدة من حوله بإبداء رأي في مشورة ما أو لفت نظر إلى عمل ما
هل سألنا أنفسنا ذات يوم ، من هو شيخ القبيلة و ما هي المهام التي ينبغي عليه العمل بها و ما هي حقوق الشيخ على قبيلته و ما هي حقوق القبيلة على الشيخ ؟
الشيخ / هو الشخص الذي تجتمع به صفات معينة منها الحكمة و الشجاعة و الصدق و الأمانة و ينصب في هذا المنصب بعد اتفاق و إجماع من القبيلة ، يحرص الشيخ على أن يساير عشيرته بعدم الخروج التام عن دائرة آرائهم و يتوجب عليه أن يكون ذا إلمام بما تقتضيه مصلحة كل فرد من أفراد عشيرته و ذلك بالبحث عن ما يجمع العائلات و ذلك بفرض قرارات بشكل مرن تكون متناسبة مع العادات التي سرنا عليها كما من سبقونا . و عدم الإنصات إلى كل ما يقال و أخذه بعين الاعتبار و تنفيذه و على النقيض من ذلك عدم التهاون برأي سديد اتفق عليه جمع من رجال القبيلة و أخذه بعين الامتعاض . و ذلك بأن يكون شيخ القبيلة من أولئك الذين يتّسمون بالنظرة الشّمولية للأمور أجْمَعُها , و أن يكون قادرا ً على استخراج الحلول مِن بين المشكلات المُعقّدة و التي تحتاج إلى تفكير صائب و استشارة من ذوي الخبرة _ و ذوي الخبرة هم مجموعة وجهاء القبيلة و أعيانها من الرجال الذين يتميّزون بالحكمة في الرأي و المُرونة في الأسلوب و عدم تقديم حُبّ الذات على حُبّ الآخرين .
يتسائل أحدهم / من الأفضل كمسئول ناجح و شيخ بارع لقبيلته ، الشيخ المتعلم أم الشيخ الأمي غير المتعلم . أثناء طرح هذا السؤال و تداوله تذكرت عبارة توقفت عندها حين قالها أحد الشيوخ الذين يؤرخون في تاريخ القبيلة ، حينما قال : واكب كل جيل بجيله ؛ فهذه إشارة واضحة إلى أن الحياة لا تتوقف عند نُقطة معيّنة , بل تتحرّك الأفكار و العقول و بتطوّر الحياة , و نظرا إلى أن الحياة تتحرك و لا تقف و تتطور بفعل الإنسان و في ظل انفجار الثروات المعلوماتية إلى أن أصبح كل فرد من أفراد القبائل ينتمي إلى مدرسة معينة و له فلسفة خاصة بذاته ، فبرأيي الآن أن الشيخ ذو العلم الوافر هو الأنسب للقبيلة في هذا الوقت ، بالرغم أننا ندرك أن الحياة هي أكبر مدرسة للإنسان بالتجارب و كسب الخبرات و معالجة المشكلات التي تعترض طرقاتنا و العمل على تنقيب عن طريقة نتدارك أخطائنا و نتلافى سلوكياتنا السلبية ؛ إلا أن الشيخ المتعلم و الذي تجتمع فيه الصفات التي ذكرتها أعلاه فهو الشخص القادر على استيعاب ما تحتاجه القبيلة من تطوير و تنفيذ و غيرها من حاجيات القبيلة . كما أن الشيخ يعتبر من ولاة الأمر ، و قال الله عز و جل في محكم التنزيل : ( يا أيها الذين آمنو أطيعوا الله و الرسول و أولي الأمر منكم .. ) الآية ..
فإن الشيخ لهُ حق الطاعة و تقديم المشورة و معونته على حَمل ِ هذه المسؤولية من أفراد قبيلته . كما أنّ حقوق القبيلة و أفرادها على الشيخ كثيرة و من أهمها أن يكرّس الشّيخ تفكيره على أن يُراقب الله تجاه قبيلته بأن يبحث عن مصلحة كلّ فرد من أفراد قبيلته , تقديم النصيحة من قِبَل الشيخ لـ شَخص ٍ رأى بأن لديه أخطاء , و ذلك بتوجيهه إلى المسار الصحيح و الأخذ بيده حتى يتجاوز ارتكاب أخطائه . كذلك أن يبحث الشيخ عن مَا يُطَوِّر قبيلته فكريا ً و اجتماعيا ً , و عدم التفضيل أو التفريق بين أفراد القبيلة.
وبعد كل هذا وذاك هل لشيخ القبيلة دور في وقتنا الحالي ؟
ما هو هذا الدور وأين ذالك الشيخ ؟